هل تنهار حضارة فوق الحداثة
النفط رفع الحضارة الى الاعالي واخذ يرديها موارد الموت
هل تنهار سلسلة الحياة المتوازنة بين البشروالحيوان
قامت
الحضارات العظمى في التاريخ على حد السيوف القواتل، القتل وسبي النساء ثم
انهارات بعد انحدار لتليها قوة اخرى تقتل ثم تقتل الرجال وتسبي نسائهم
اؤلئك الذين سبوا النساء من قبل وهكذا كان التاريخ قتل وسبي النساء وتلك
هي سنة الحياة منذ ان قتل قابيل اخيه هابيل . التاريخ كما يقرأه المؤرخ
العظيم (توينبي) التاريخ دولاب تقوم حضارة بحد السيف ثم تعلو ثم تعلو لتصل
قمة الدوران ثم تصاب بالسوس فتهبط وتهبط وتهبط حتى تصل الحضيض لتقوم عليها
قوة اخرى تقتل وتسبي النساء لتصل القمة ثم تهبط الى الحضيض، تلك سنة
التاريخ. (هـ. ج. ويلز) في كتابه (مجمل التاريخ) اول من صاغ مصطلح (حرب
لانهاء حرب). ويقول ايضا إن أسوأ الجرائم لا يرتكبها الحمقى والأغبياء، بل
الأذكياء يوفرون المبررات والدوافع الكافية لشن الحروب. اللص يسرق ما
يريده بدلاً من العمل والكد للحصول عليه، والمغتصب يغتصب المرأة بدلاً من
إغوائها لتسلم نفسها طواعية واختياراّ. ذكر (فرويد) ان الطفل يمكنه تدمير
العالم لانه لا يرى ولا يتفهم أي وجهة نظر أخرى. والمجرم ليس إلا شخصًا
بالغًا يحيا ويسلك في حياته سلوك الأطفال. تلك االهمجية نراها في القوارض
التي تقتل صغار اعدائها كذلك الدجاجات فانها تدع صغارها تنقر صغار الطيور
الاخرى حتى الموت، كما تقتل النوارس صغار النوارس الاخرى حين تدخل مجال
اعشاشها. هذا يدفعنا الى اعتبار التاريخ تاريخا مفعما بالحروب وسبي النساء
والثروات اما حاضر الانسان فمفعم برؤى ان يبيد الانسان الانسان بنفسه،
فعشر حالة من حالات انفجار (جرنوبل) المفاعل النووي سيبيد البشرية لامحالة
وهذا ماقد يحدث في العالم فقد اصبحت المفاعلات النووية تغطي الارض خاصة في
تلك الاقطار التي لم تبلغ حد البلوغ في التعامل مع التقنيات النووية.
بالفحم
بدأت احدى محن االحضارات منذ 1842 عندما اصبح (البخار) المولد من احراق
الفحم المسير الرئيسي للدولاب الصناعي وبذلك سيطر الفحم على حياة الانسان
فغدى الطاقة الرئيسية للثورة الصناعية التي ولدت آنذاك. وبقي الفحم
المسيطر الرئيسي على التقدم الحضاري المتسارع منذ القرن الثامن عشر ومرورا
بالقرن التاسع عشر وحتى نهاية النصف الاول من القرن العشرين. عرف الفحم
منذ العصر الحجري قبل 120 الف سنة ثم العصر البرنزي قبل 2000 – 1000 ق م
وفي عصر (ملكية سونك) في الصين في عام 960 م استخدم الفحم في صناعة الحديد
وبذلك بدأوا قطع الاخشاب من الغابات وربما كان ذلك بداية محنة الارض. بدأت
الثورة الصناعية في القرن السابع عشر وفي اعوام 1810 – 1840 حل (العصر
الفكتوري) فحدثت الثورة الصناعية التي اعتمد على الفحم بدلا من الخشب حيث
كان الفحم رخيصا وبه بدأت وقائع الثورات العمالية. وقصة الفحم بقيت قائمة
ففي بريطانيا وحدها في بداية القرن العشرين كان انتاج الفحم سنويا 16
مليون طن وكان يعمل في المناجم 600 الف عامل منقب. في بداية القرن التاسع
عشر ابتكر ريشارد سكفيلد (الشريط المتحرك) في نقل الفحم من المنجم ثم تقدم
الشريط في النقل مما ادي الى تناقص الحاجة للعمال في المناجم في محاولة
لتقليل تحريضات نقابات العمال. في عام 1840 في الولايات الامريكية كان
انتاج الفحم اكثر من مليون طن وبعد عشر سنوات تضاعف انتاج الفحم باربع
مرات عما كان عليه. ثم ظهر (الفحم غير الصلد) كالفحم الحجري الصلد حيث كان
ارخص سعرا لكنه كان اكثر تلويثا. كان استهلاك الفحم يتضاعف كل عشر سنوات
وفي عام 1850 بلغ استهلاكه 650 مليون طن سنويا. في بداية القرن العشرين
استعيض بالنفط والغاز الطبيعي عن الفحم بل اظيف للفحم ثم في الربع الاخير
من القرن العشرين حلت الطاقة النووية والطاقات المتجددة. فتصوروا مدى
الارث الذي تركه حرق الفحم في الصناعة والحياة من الغازات الكاربونية
والعوالق الهوائية الملوثة للبيئة ومن ذاك العهدالفحمي بدأت بوادر التلوث
الا انها كانت صامتة لان الارض كانت بكرا ورثها الانسان منذ ملايين السنين
ولم يكن تعبير التلوث دائرا ومن يقل ان التلوث في بداياته لقيل عنه انه
(مجنون) او (متعاقل).
بانتهاء عصر الفحم العصر الاسود على البيئة
حل عصر مجنون آخر هو عصر النفوط رغم انه وفر عصور رفاهية الا انه دمر
البيئة تدميرا لايمكن تصحيحه، واحدة من آلاف السيئات التي احدثها عصر
النفوط كان في كندا مثلا كان 60% من السكان يشتغلون في الفلاحة في الارياف
الواسعة اما الآن فان 2% فقط يحرثون اراضيهم الزراعية بجرارات الحرث
المدارة بالنفط فهاجر الباقي الى المدن فتعبت المدن بهم ثم شاخت. وفي
العام الماضي بلغ استهلاك النفط 820 بليون برميل. ان استخدام النفوط
استخداما خياليا جعل النفط سلعة اغلى من الذهب وبسبب هذا الطلب المتزايد
من الصين وازياد طلب النفوط في الولايات المتحدة الامريكية نتجت شحة بنسبة
3% في اسواق النفط وارتفاع الاسعار النفطية لهذا اثر على الاسواق العالمية
بسبب ارتفاع مصاريف النقل فارتفعت اسعار الاغذية ولم تعد الدول الفقيرة
قادرة على ابتياع حنطة الخبز والاكثر خطورة ان اغلب الاراضي الزراعية في
الولايات المتحدة الامريكية توقفت عن زرع حنطة الخبز واستبدلتها بزراعة
الذرة المستخدمة في انتاج (الايثانول) البديل النفطي. العالم يعيش على
بركات شركات النفوط الجشعة التي لا تعرف الرحمة وهدفها الاول افراغ جيوب
(الانسان المستهلك)، ففي كندا الكثير من العائلات المكونة من اربع اشخاص
تتواجد في مرائبها في البيت اربعة سيارات واحدة للاب واخرى للولد او البنت
والرابعة للجدة فلا عجب ان نضب معين التجهيز النفطي. في الستينات وضع كندي
الرئيس الامريكي خطة جريئة لوضع اميركا على سطح القمر ثم وصل العالم قمة
قفزاته التكنولوجية واعقب ذلك فترة عانى ويعاني العالم الآن من (ازمة
طاقة) سبب ذلك (الجوع النفطي) ففي مدينة تورونتو وحدها ثمانية ملايين
سيارة تنفث الدخان الملوث يوميا وعلى مدار ساعات اليوم الواحد ليلا
ونهارا. وثمة جهود الآن لاستغلال (الاسكا) في القسم القطبي لاستخراج النفط
وهناك صيحات من منظمات الدفاع عن البيئة في عدم القيام بهذا الفعاليات لان
في ذلك تدمير للبيئة القطبية في وقت قريب مما يزيد مصيبة الى جملة المصائب
التي يعانيها القطب، فقد تزايد ذوبان الجليد بالاظافة الى ذلك فان هناك
صيحات تشير الى ان الدب القطبي آيل الى الاندثار. الجهود الآن حثيثة
لاستخدام الطاقة النووية والايثانول للحلول محل الحاجات النفطية لكن
المصيبة الكبيرة ان العلماء حائرون كيف يتخلصون من النفايات الذرية. وفي
كثير من الاقطار اوجد تصاعد اسعار النفط الى بعض الشلل منها ان الشرطة في
بعض الاقطار غدت غير قادرة على ملاحقة المجرمين بسبب علو اسعار النفط
الجنونية فازدادت الجرائم في حدود غير معقول. اما ظهور ظاهرة التسارع نحو
الايثانول فقد سبب فقدان التوازن بين زراعة الحبوب للغذاء لسد الجوع
الانساني وزراعة الحبوب لسد الجوع النفطي. أكّدت مصادر ثقة ان 150 نوعاً
من الحيوانات والنباتات تختفي يومياً. وأن تدمير الغابات والنُظُم البيئية
البحرية تسبب تدهورا للبيئة ليس له ضريب. طالبت منظمة (السلام الاخضر
Green Peace) الامم المتحدة وقف تدمير الغابات الاستوائية قبل نهاية عام
2015، للفت الانظار الى ان ذلك سيزيد الارتفاع درجة حرارة الأرض الى
مستويات اخرى مما يؤدي الى انتعاش الحشرات وتكاثر المكروبات الى حدود
لايمكن السيطرة عليها فتخلق الطواعين التي لم تكن معروفة من قبل شأن (مرض
الايدز)،
افضت دراسات عالمية الى أن تبدل النمط المناخي سيجعل طيور
العالم مهددة بالانقراض. وحذرت مؤسسة (القائمة الحمراء للطيور لعام 2008)
من أن حالات الجفاف التي تتعرض لها بعض المناطق وتبدلات المناخ انما ستقتل
الاشجار مراكز بناء الاعشاش وهذا ما حذرت له (راشيل غارسن) في كتابها
(الربيع الصامت) حين تكهنت قبل اكثر من ربع قرن بان الارض ستجد ربيعا
صامتا بلا زقزقة عصافير. وآخر ما وصلت اليه بيئتنا من سوء تناقص اعداد
6.000 نوع من البرمائيات من الضفادع والسلمندرات والسيسليانيات (زواحف
صغيرة عديمة الارجل) فهي آخذة في الانقراض السريع ومن الاسباب تبدل تراكيب
المياة التي كانت تتتعش فيها وبازدياد تدفق المبيدات الحشرية ونفايات
الانسان والنفوط ونفايات التنقيب عن الفحم ونفايات المحطات النووية واشياء
اخرى لا تعد ولا تحصى، اضف الى ذلك ارتفاع درجات حرارة المياه جراء الدفء
الارضي وبذلك ازداد نمو العفنيات والمكروبات الضارة. الانسان الآن تهاجمه
المصائب والبلايا من كل جانب المدن تشيخ والبحار آخذة في التصحر حياتيا،
ففي بداية النصف الثاني قالوا ان مايرمى في البحار والمحيطات يمكن ان
تهضمة البحار والمحيطات الا ان النتيجة كانت وبالا على البحار والمحيطات.